الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

قلق الهوية الجنس الثالث.. بين حقوق الانسان والضغط الاجتماعي


يعد الالتباس النوعي أو الجنسي إحدى الحالات الطبية الفريدة والنادرة من نوعها والتي يولد بها مولود لا هو بالذكر ولا هو بالانثى، ولكنه يحمل الاعضاء التناسلية للذكر والانثى معا.وهذه الحالات النادرة كان يقف الطب أمامها في الماضي في حيرة، ومع التقدم والتدخل الجراحي والعلاجي استطاع الطب حسم هذا الأمر وازالة الالتباس للحالات النادرة والتي كان يتم الكشف عنها بالمصادفة أصبحت الآن في تزايد مستمر وتؤرق مضجع الكثير من الأسر.
وتعتبر الأجهزة التناسلية الخارجية من أكثر وسائل تحديد الجنس بالنسبة للعامة. وكذلك أكثر المؤشرات بالنسبة للأطباء، والتي تثير الشك لدى الأطباء في حالة عدم وضوح الذكورة أو الأنوثة، وتسمى حالة الخلل هذه بالجهاز التناسلي الغامض(وفيها يكون الجهاز التناسلي وسطاً بين الرجولة والأنوثة) وتستوجب إجراء فحوصات كاملة للوصول إلى جنس المولود الصحيح.
الجنس الثالث (الخنثى)
تعريفه: الخنثى شخص اشتبه في أمره ولم يُدرَ أذكر هو أم أنثى، إما لأن له ذكرًا وفرجًا معًا أو لأنه ليس له شيء منهما أصلاً. او قد يقال في تعريفه هو من له آلة ذكر وآلة أنثى، أو كان لا يشه أحدهما أي لا له آلة ذكر ولا آلة أنثى، وليس فيه علامة مميزة، بحيث نأخذه ونضعه على هذا الجانب أو ذاك.وفي تعريف اخر:الخنثى هو من له ذكر الرجال وفرج النساء، وهو ليس خلقا ثالثا مختلفا عنا، فليس إلا ذكرا أو أنثى، لكن خَفِيَتْ علينا علامَتُهُ فأشكل، وهو نوعان، أولهما الواضح، وهو مَن كانت إحدى العلامتين فيه أظهر من الأخرى، فإن ظهرت فيه علامات الرجال حَكَمْنا بأنه ذكر، وإن ظهرت فيه علامات النساء حَكَمْنا بأنه أنثى، والنوع الثاني هو المشكل، أي الذي استَوَتْ فيه العلامات، بحيث يصعب تغليب إحدى العلامتين، فأصبح مشكلاً.قد يتبادر الى ذهن البعض ونحن نتحدث عن الجنس الثالث فكأننا تتحدث عن فضيحة اجتماعية او جنسية ،اذ التبس مفهوم الجنس الثالث فأختلط بمفاهيم الشذوذ الجنسي والمثلية الجنسية ، ونسى من ينظر هذه النظرة القاصرة للجنس الثالث انه واقع انساني واجتماعي لايمكن تجاهله، والمصاب بهذا المرض لم يختر ماهو فيه اي لم يختر هويته الجنسية القلقة التي هو عليها.
الاهتمام الفقهي
ان هذا الموضوع موجود منذ قديم الزمان واشار له الفقهاء تحديدا في الكثير من رسائلهم العملية، وسموه (الخنثى) اي النوع الاجتماعي الذي يقع بين الذكر والانثى ، ووضعوا له نظاما تعبديا ومعاملاتيا خاصا به، وتعاملوا معه تعاملا يختلف عن تعاملهم مع الانثى والذكر ،حتى قال بعض الفقهاء بحرمة خلوته بالمرأة فضلا عن حرمة خلوته بالرجل(يقول الدكتور محمد الشحات الجندي -أستاذ ورئيس قسم الشريعة بكلية الحقوق/ جامعة حلوان بمصر أن القاعدة العامة التي عليها جمهور العلماء هي معاملة الخنثى بالأحوط، ففي العقيقة مثلا عقب مولده يعامل مثل الذكر، ويعامل عند الرجال على كونه أنثى، وعند النساء على كونه رجلا، فلا يجوز أن يخلو به رجل أجنبي عنه، ولا أن تخلو به امرأة أجنبية عنه، وكذا لا يجوز كشف عورته أمام الرجال الأجانب عنه، ولا أمام النساء الأجنبيات عنه وذلك لاحتمال كونه مختلفا في الحالتين عنهما) وقال القرطبي فى تفسيره: “إن الله تعالى خلق أغلب البشر إما ذكرا وإما أنثى، وقد يحدث أن يجمع الله تعالى فى إنسان واحد صفتي الأنوثة والذكورة بأن يكون له فرج رجل وقبل امرأة وهذا ما يعرف بالخنثى المشكل.اما الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهرفانه يرى أن الخنثى المشكل -والذي من الصعب إجراء جراحة له- لا تتوافر فيه الأهلية للزواج والعقد عليه، فلا هو بذكر كامل الذكورة ولا بأنثى كاملة الأنوثة، فى حين أن الزواج من الأمور التي يعد تحديد النوع فيها بدقة أمرا ضروريا وحتميا، وأن العقد على الخنثى بأي من النوعين -سواء ذكرا أو أنثى- يعد باطلا لفقد هذا الشخص للأهلية الكاملة للزواج.أما إذا تحدد نوعه من حيث كونه ذكرا أو أنثى وأمكن ذلك، أصبح بناء على ذلك من حقه أو حقها الزواج حسب النوع بعد التحقق الكامل منه، والاستعانة فى هذا الأمر بأطباء ثقات، لأن هذه الأمور غاية فى التعقيد والصعوبة وتبنى عليها أحكام عديدة.وقد اتفق الأئمة الأربعة على أنه لا يصح نكاح الخنثى المشكل من الجهتين، فلا يطأ ولا يوطأ حتى يتبين أمره، بل وزادت الشافعية أنه لا يصح العقد عليه وإن بانت أنوثته مادام مشكلا لأنه يعامل بالأحوط حفظا من الفتنة
.ومن ابواب الاهتمام بالجنس الثالث ،ان السيد الخوئي يقول في باب ميراث الخنثى،في كتاب منهاج الصالحين اذ يعرف الخنثى (وهو من له فرج الرجال وفرج النساء،ان علم انه من الرجال او النساء عمل به والا يرجع الى الامارات ،منها: البول من احدهما بعينه فان كان يبول من فرج الرجال فهو رجل وان كان يبول من فرج النساء فهو امرأة وان كان يبول من كل منهما ، كان المدار على ماسبق البول منه،فان تساويا في السبق قبل المدار على ماينقطع عنه البول اخيرا ولايخلو من اشكال، وعلى كل حال اذا لم تكن امارة على احد الامرين اعطي نصف سهم رجل ونصف سهم امرأة) ويقول الخوئي (اذا اشتبه بين الذكر والانثى غسله(يقصد الميت) كل من الذكر والانثى من وراء الثياب )
ماهي المشكلة في رأي الاطباء؟
ينظر الاطباء الى هذه المشكلة على انها معقدة وتسمى بالإنجليزية (INTERSEX) وتعني الاختلاط بين صفات الذكورة والأنوثة فالجنين الذكر والأنثى يكونان متشابهين وتحت تأثير عوامل تحديد الجنس يتميز الجنين إلى ذكر أو أنثى ، لافتا ان هناك مستويات لتحديد الجنس وهي :
- مستوى تحديد الجنس بالكروموسومات الجنسية، فالذكر لديه XY والأنثى لديها XX.
- مستوى تحديد الجنس بالغدد الجنسية. . فالذكر لديه خصيتان والأنثى لديها مبيضان.
- مستوى تحديد الجنس بالأجهزة التناسلية الداخلية. . فالذكر له الوعاء الناقل للسائل المنوي والحويصلات المنوية والبربخ والأنثى لديها رحم وقنوات فالوب ومهبل.
- مستوى تحديد الجنس بالأجهزة التناسلية الخارجية. . فالذكر له قضيب وكيس الصفن يحمل الخصيتين ، والأنثى لها عضو صغير (البظر) والشفرين الصغيرين والكبيرين وفتحة المهبل .
يقول الاطباء ممن أجروا عمليات تصحيح النوع الاجتماعي ،ان العمليات التي أجريت داخل المستشفى ليست تغير نوع ولكنها تصحيح للنوع لحالات حاملة للجهازين التناسليين (الذكر والأنثى) حيث يتم عمل تحليل دقيق للهرمونات والكرموسومات لكل حالة كذلك عمل الاشعات اللازمة بالتعاون مع معهد البحوث ولا يتم اجراء العملية إلا بعد التأكد من وجود ازدواجية في الأعضاء التناسلية.
اضطراب الهوية الجنسوية
قبل اجراء عملية التصحيح ،تشكل الحالة التي عليها الفرد كحالة مرضية فسيولوجية لها اثارها الاجتماعية والنفسية ، اذ يعيش الفرد حالة من الاضطراب النفسي والسلوكي نتيجة للازمة النفسية التي يعيشها (أزمة الهوية) فضلا عن النظرة الدونية التي ينظرها المجتمع فيقول عن الانثى التي تميل الى الهوية الذكورية على انها (مسترجلة) وعن الرجل الذي يميل الى الهوية الانثوية على انه (مخنث)،هذه الميول والاضطرابات السلوكيسة التي يمر بها الفرد ليست بارادته بل نتيجة لعزوفه عن هويته التي ظهر بها الى المجتمع وهروبه منها الى هوية اخرى، ويتأتى هذا نيجة الخلل الفسيولوجي والخلقي الذي يعيشه .اليس من حق الانسان ان يختار هويته؟فلماذا تمارس ضد الجنس الثالث عمليات الفرز الاجتماعي والتهميش والحرمان من العمل او الدراسة او الزواج،اذ لايتيح لهم المجتمع الاندراج في نسيجه وتحقيق عملية الاندماج الاجتماعي.يقول انتوني غدنز (ان التنشئة الاجتماعية الجنوسية هي من القوة بحيث لايجرؤ جميع الناس على معارضتها فحينما تتحدد هوية الفرد الجنوسية سواء كان ذكرا ام انثى يتوقع الجميع من هذا الفرد التصرف كما تتصرف النساء او كما يتصرف الرجال، وهذه التوقعات انما تتحقق ويعاد انتجاها في ممارساتنا الاجتماعية) . وترى الباحثة جودث لوربر ان ثمة عشر هويات جنسية على الاقل:فئة النساء المستقيمات،الرجال المستقيمون،السحاقيات، اللوطيين،النساء الازدواجيات(الخناث)،الرجال الازدواجيون،المخنثات اللواتي يلبسن ملابس الرجال، والمخنثين الذين يتزينون ويتزيون بزي الرجال وزينتهن، والنساء المتحولات(اي الرجال الذين يتحولون بعملية جراحية الى نساء ، والرجال المتحولو الذين ينقلبون الى اناث بالجراحة(انتوني غذنز ،علم الاجتماع ص 208 )وهذا مايحدث في اوربا نتيجة لظروف ثقافية واقتصادية واجتماعية ونفسية خاصة بتمخضات الثقافة الغربية.ولكن مشكلة الجنس الثالث لدينا فهي تختلف عن كل هذا، وان فهمت بشكل سيء في بعض الاحيان،اذ هي لاتعدو عن كونها مرض لايختلف عن اي مرض اخر ولكنه يولد منذ تكون الجنين في بطن امه نتيجة لعوامل وراثية،او خلل هرموني،او اي تداخل كي.
يشكل هذا الخلل الجسماني عبئا على الفرد والاسرة والمجتمع لانه يجعل حامل هذا المرض يعيش قلق الهوية ، ومايرافقه من آثار نفسية على شخصية الفرد ،وفي الكثير من الاحيان قد لاتنتبه الاسرة لهذا الوضع الجسمي الخطير والشاذ اما لعدم وضوحه، او لسعي الاسرة الى التستر عليه ،اذ تعد هذا المرض خزيا او عارا توصم به الاسرة .
تصحيح ام تحويل
.ان التقدم الطبي يكشف المزيد من الاسرار التي يحملها الجسم البشري يوما بعد يوم، واماط اللثام عن العديد من الأمراض والمعضلات التي كانت تقف عقبة أمام البشر ومن هذه الاسرار والمعضلات ما يسمى بتحويل النوع أو الجنس وهناك فارق كبير بين التدخل لتغيير النوع أو لتصحيح خلل ما أصاب هذا النوع .الأمر الأول مرفوض دينيا ويتيح الفوضى في المجتمع ، حتى عد امر التحويل بانه احد اشكال العبث بالهوية وغياب الاخلاقيات الطبية. أما الأمر الثاني وهو تصحيح الخلل فهومطلوب لتستقيم به حياه الانسان، وقديما كانت مثل هذه العمليات مرفوضة ولا يقبل عليها أحد ويظل حامل الخلل في معاناة سرية وتتكلم عليه أسرته وتعد هذا الخلل مصيبة يجب المداراة عليها وعدم كشفها. غير انه مع تفتح الوعي والتقدم الطبي تولدت الجرأة في الاقدام على مثل هذه العمليات وخاصة انها تصلح أوضاعاً أراد لها الله ان تستقيم في حياتها بالتدخل الجراحي والطبي.
عملية التصحيح التي يتم اجراؤها لاتتم على وفق اهواء الاطباء وحسب مشيئتهم ،او على وفق طلبات طالبي التصحيح بل يتم بحسب موازنة تجرى بين الاجهزة الجنسية الموجودة والى اية كفة تميل للانثى ام للذكر، فضلا عن الوضع النفسي والسلوكي لطالب التصحيح الذي لابد ان يأخذ بنظر الاعتبار .فالتدخل لتغيير النوع الاجتماعي يعد تدخلا بخلق الله ، وهو مايرفضه الشرع فلأننا مسلمون فلا بد من ان نترك كل جنس على ما هو عليه ، اما ما متعارف عليه وما أتفق على حليته أغلب الفقهاء فهو تصحيح النوع الاجتماعي ،أي استرداد الهوية الجنسوية المفقودة للفرد، أما في الغرب فإذا وجدت أي حالة التباس جنسي يكون من السهل تحويله إلى أنثى دون النظر إلى وجود هرمونات الذكور أو وجود الاعضاء التناسلية الذكرية مختفية داخل البطن. فأذا كان التصحيح قد تم قبوله في مجتمعاتنا الاسلامية،فأن التحويل يعني الفوضى الاجتماعية والخروج على المألوف والمقبول شرعا وقانونا، واذا كان قد تم قبوله في مجتمعات اخرى لها ثقافات وخصوصيات تختلف عن واقعنا.
اهمية الاكتشاف المبكر
أعراض الأنوثة والذكورة تظهر منذ اكتمال الجنين في رحم الأم والكشف عليها بالأشعة التلفزيونية تظهر الأجهزة التناسلية واضحة المعالم ومنها يعرف انها ذكر أم أنثى ولكن قد يكون هذا الأمر ظاهريا فقط وتوجد حالات استثنائية تختفي فيها الأجهزة التناسلية أو يحمل المولود جهازا تناسليا ظاهراً وآخر مختفيا والظاهري لا يؤدي عمله بالكفاءة المطلوبة ومن هنا يجب التدخل الجراحي لتصحيح الخلل واعادة الامورالى نصابها.واهم مراحل العلاج هي مرحلة التهيئة النفسية والاستعداد لتقبل المريض لحياته الجديدة سواء في عالم الأولاد أو عالم البنات.
ولابد ان تنتبه الامهات والأسر إلى هذا لان اكتشافه مبكراً أفضل بالنسبة للطفل كي يعرف نوعه وينشأ عليه ولا يجب ان تترك الأسرة الوقت يمضي أو انها تخجل من وضعية طفلها لأن هذه أمراض وعيوب خلقية كغيرها. أما في عملية خلل الهرمونات فشيء آخر فقد يكون هو ولد وبه جميع الأعضاء التناسلية الذكرية ولكن يظهر ان صوته مثل صوت البنات أو أشياء مثل هذه. والعكس تكون أنثى ويكون صوتها صوت رجل ولها حركات الأولاد وفي هذه الحالة بعد الفحص يتم البحث عن علاج أولاً وقد يكون هناك اضطراب في الهرمونات وهذه يمكن علاجها عن طريق تقوية الهرمون الذي يتناسب مع نوع العضو التناسلي في جسم المريض. ولابد ان يتم الاكتشاف في كل الحالات قبل سن 12 سنة حتى ينشأ كل نوع وهو يعرف نفسه حتى لا يتعرض لمشكلات نفسية فيما بعد. وأول أساسيات العلاج هوالتشخيص الجيد، واختيار الوقت المناسب والبحث عن أسباب التغير في شكل الاعضاء التناسلية فلو كان خللاً يتم علاجة ثم نرى النتيجة أولاً وإذا لم يكن هناك نتيجة من العلاج نلجأ إلى الجراحة. فلا شك ان العمليات الجراحية معقدة وتحتاج الى وقت. كما ان هذا الأمر يكون صعباً جداً على الأسر أو الوالدين. ويكون لديهم مشكلة ودائما في مصر يأخذون وقتا كبيرا حتى يحصلوا على قدر من الشجاعة وهذا خطأ كبير لان الأطفال قبل سن المدرسة لابد ان ينشأوا أما على انهم بنات أو أولاد.
القبول الاجتماعي
والعملية تتم على مراحل عبر عدة شهور ولابد ان يرافق هذه العملية اعداد نفسي حتى لا يدخل الطفل في دوامة شديدة.يبدو لفظ تصحيح الجنس للوهلة الأولى جديدا وغريبا وشائكا، إلا أن علامات التعجب سريعا ما تزول عندما نعلم أن هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية، والمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، توصلوا إلى فتوى تجيز عمليات تصحيح الجنس وتحرم تغييره، مما جعل المجتمع أكثر تفهما لمثل هذه الجراحات التي أجازها العلماء والفقهاء بشروط.أن ظهور هذه الحالات على السطح في الآونة الأخيرة، راجع لزواج الأقارب حيث قال: “ينبغي تجنب زواج الأقارب؛ لأن ذلك يزيد من فرصة حدوث مثل هذه المشاكل، وينبغي عدم تناول الهرمونات وغيرها من الأدوية التي قد يكون لها تأثير هرموني على الجنين، وتؤدي إلى خلل في تكوين الأجهزة التناسلية”،
العمليات التي تجرى مبكراً تكون نتائجها أفضل فالشخص يمكن أن يعطى بعض العلاج بالهرمونات مبكراً، والتي تحسن نتائج العملية الجراحية، أما من الناحية الاجتماعية فإن الحالات التي تشخص مبكراً، لا تمر عادة بصعوبات التحول من جنس لآخر كما يحدث في الحالات التي تشخص في سن متأخر، إذ تعاني تلك الحالات من بعض المصاعب في تعاملها واندماجها مع المجتمع المحيط بها، والذي لم يتفهم بشكل واعٍ الفرق بين التصحيح والتغيير.أهمية التفريق بين تصحيح الجنس، الذي يعني تصحيح بعض الاختلافات لتصل بالشخص إلى الجنس الحقيقي، والتغيير الذي يعني التغيير الكامل من ذكر إلى أنثى أو العكس، وبين أن عمليات التصحيح تجرى طبقاً للرؤية الشرعية التي تجيز تلك العمليات، والتي أفتت بجواز تصحيحه وتحريم تغييره، علما بأن هناك بعض الحالات في الدول العربية تم تغيير جنسها باعتبارها حالات غير جائزة، ولا تدخل في إطار الشكل التصحيحي للجنس، وإنما هي أحد أشكال العبث بالهوية، وغياب الأخلاقيات الطبية.وعمليات تصحيح الجنس من ذكر إلى أنثى أو العكس تمت الموافقة عليها من الجهات الشرعية، لكنها نتساءل عن مدى تقبل المجتمع لها ومدى معرفة العديد من أفراد المجتمع أن هناك حالات تحتاج إلى تصحيح الجنس، سواء في سن مبكرة أو متأخرة وأهمية وسائل الإعلام في تثقيف المجتمع من اجل تحقيق عملية التوافق الاجتماعي للمصححين كي يندرجوا في اوساطهم الامجتمعية ويحققوا ذواتهم الاجتماعية الانسانية بعيدا عن التهميش والاقصاء الاجتماعي وتوفير اطر قانونية حقوقية تنظم عملية استرداد هوية هؤلاء لهم وحقوقهم في العمل والدراسة والزواج ، ويمكن ان تلعب منظمات المجتمع المدني دورا ايجابيا لتحقيق القبول الاجتماعي للمصححين.

صاحبة قضية التصحيح الجنسي في مكة .. أسعى الى العيش كرجل.. والطب يرى إمكانية تحولي من عالم الانوثة

الوئام ) مكة المكرمة :تسعى فتاة سعودية من مكة المكرمة تبلغ من العمر 38عاما غير متزوجة للتحول إلى رجل بعد معاناتها من مرض اضطراب الهوية الجنسية "Trans-sex" منذ أن كانت صغيرة ولم تعرف حقيقة مرضها حتى صار عمرها 17عاما، ولديها أربعة أخوة ذكور وأخت واحدة وأسرتها موافقة على إجراء عملية تصحيح جنسها. .وذكرت صحيفة الرياض في لقاء مثير معها ان المرأة تعيش حالة نفسية سيئة وحاولت الانتحار .. واليكم نص الحوار .شعور مختلف @كيف عرفتِ انك ذكر و لستِ انثى؟ - عندما شعرت أنني لا اشعر بشيء في داخلي اسمه أنثى لا في تصرفاتي ولا في لبسي ولا في شعوري ولا تفكيري ولا حياتي كلها ولكنني لم اعرف الحل لمشكلتي ولكن قبلت العيش في حياتي دون إعطاء الأمر أهمية. بعد عدة سنوات بدأت تظهر علي علامات "الرجولة" مثل ظهور الشعر الكثيف على جسمي وذقني وخشونة الصوت لدي. وعند البلوغ لم تكن تأتيني الدورة الشهرية كما هو المعتاد عند البنات ذهبت وقتها لأكثر من طبيبة واجرين لي الفحوصات ووجدن إنني لا املك مبايض أبدا وان الرحم عندي صغير وان المنطقة التناسلية أشبه بالذكر ولكن ليس في وظيفته وفي التحاليل الخاصة بالهرمونات ظهر عندي ارتفاع شديد في هرمون الذكورة وانخفاض شديد جدا في هرمون الأنوثة عندها قرر أهلي اخذي إلى طبيب نفسي لمعرفة المشكلة وفعلا تمت لي جلسات مع استشاري الأمراض النفسية في المستشفى العسكري وقد اقر الطبيب بعد عدة جلسات أنني "رجل" تماما معنويا ونفسيا ولا لي علاقة بالأنثى أبدا لأنني ولدت بمخ رجل وجسم أنثى بمعنى ان القاعدة الدماغية عندي ذكر وليست أنثى منذ ان كنت جنينا في رحم أمي وقال بالحرف الواحد أنت رجل ولست أنثى وليس أمامك إلا عملية تصحيح لجنسك لتصبحي رجلاً. @متى تمت المصارحة برغبتك في عمل العملية؟ - عندها أخبرت أهلي (أمي وإخوتي الذكور الأكبر مني) بذلك فرفضوا إجراء العملية بحجة: ماذا سنقول للناس؟ وكيف سأواجه المجتمع بهذا التغير؟ وكان ذلك في عام 1995م من هنا بدأت معاناتي النفسية برفض أهلي وعشت أياما وسنينا ذقت فيها الآلام والمتاعب في كل مكان أكثرها في مدرستي الثانوية عندما كنت أواجه مشاكل بسبب شكلي الرجولي وتصرفاتي الرجولية ولست كالبنات مع إني كنت متدينة جدا ولم اظهر ما بداخلي أبدا ولم أكن مثل الشاذات اللواتي يستعرضن عضلاتهن ويفخرن بالرجولة فالأمر بيننا مختلف تماما وهكذا مرت الأيام والسنون وأنا على حالي في تعب وعذاب لا يعلمه إلا الله وحتى في أثناء دراستي الجامعية كنت أواجه المشاكل ولكن بفضل الله استطعت ان أتغلب عليها وأكمل دراستي الجامعية قسم لغة عربية وبتفوق. لم استسلم @هل استسلمتِ للأمر الواقع؟ - في كل فترة اجري الفحوصات والاشعات لبطني لعل شيئا بداخلي ولكن تقول لي الطبيبات نفس الكلام وأهلي يرفضون مساعدتي وبعد رفضهم تركت الأمر لله ورضيت بالمكتوب علي وانشغلت في الدراسة ومضى العمر كما مضى. بعد عدة سنوات وبانفتاح عالم الانترنت أصبحت اقرأ كثيرا عن عمليات تحول جنسي حتى وصلت لعالمنا العربي وفي السعودية وقرأت كثيرا عن الحالات التي تم لها تصحيح جنسي هنا قلت يعني ان هناك عمليات فعلا لكي يرتاح الإنسان ويتعالج وأصبحت ابحث عن كل حالة أجري لها تصحيح جنسي.ومنها علمت انه ينبغي على المريض إحضار تقريرين طبيين من طبيبين نفسيين وفحوصات وتحاليل ونحو ذلك وتقديمها الى وزارة الصحة للنظر فيها ثم وضع القرار المناسب لحالة المريض. @هل عرضت نفسك على أطباء داخل المملكة؟ نعم، ذهبت لاحد الاطباء المعروفين في جدة والذي رفض إجراء العملية كوني لا املك عضوا ذكريا واضحا وانه غير مستعد للمخاطرة بمركزه والمسؤولية مقابل إجراء العملية لي إلا بعد الحصول على موافقة من وزارة الصحة او الافتاء في المملكة. بعدها قرأت عن دكتور في جدة اجرى عملية جراحية لتصحيح جنس أنثى إلى ذكر وطلب مني الحضور عنده في العيادة في جده للكشف علي لان حالتي تستوجب إجراء عملية تصحيحية ولكنه لايستطيع إجراءها بدون موافقة من الوزارة بعيداً عن المسؤولية ومثله أيضا طبيب في احد المستشفيات الخاصة في جدة في عام 2007ذهبت لطبيب نفسي آخر وعرضت عليه حالتي بالتفصيل قال لي لا استطيع فعل شيء لأنك في السعودية ولا اقدر ان أعطيك أي تقرير طبي ولكن اذهبي لمستشفى الأمل وتعالجي هناك ربما يكون الحل عندهم وفعلا ذهبت هناك ولكنهم طلبوا مني تحويلاً من مستشفى حكومي لفتح ملف عندهم وعلمت منهم ان المستشفى يعالج الأمراض النفسية والإدمان. إصابتي بالهيستيريا @كيف شعرت عند معرفتك ان المستشفى متخصص للأمراض النفسية والإدمان؟ - وقتها تمنيت ان أموت في لحظتها هذه آخرتي اذهب لمستشفى أمراض نفسية وادمان وصرت ابكي في المستشفى وحاولت ان أتملك من نفسي قبل الانهيار وعندما وصلت للبيت صار عندي انهيار عصبي كدت افقد حياتي فشربت كل ما في صيدلية المنزل من أدوية السعال وحبوب أخرى لاعرفها حتى دخت وارتميت على السرير وأنا ابكي ونمت لمدة يومين متواصلين دون ان اشعر بشيء حولي ومن لحظتها أدمنت على شرب أدوية السعال بكميات هائلة مما تجعلني دائما في حالة تشبه الهيستيرية والتشنج والدوخة أو نائمة لأكثر من يوم أو يومين متواصلين وأكثر من مرة حاولت ربط يدي لأمزق شرايين يدي بالمشرط لكن خوفي من الله جعلني أتراجع عن الانتحار والحمد لله الذي لم يكتب لي ذلك. @ماذا قررتِ بعد ذلك؟ - قبل سنتين سافرت أنا وأمي إلى مصر لقضاء الإجازة الصيفية هناك بعد إصرار شديد من أمي لكي اخرج من حالة الاكتئاب والحزن الشديدين لعلي في السفر ترتاح نفسيتي وقد انتهزت الفرصة حتى اجري الفحوصات الطبية اللازمة هناك وفعلا تمت وكان نفس كلام الأطباء في مصر ما قالوه لي في السعودية وبحكم وجود خالي هناك الذي يعيش في مصر قررت البقاء في مصر حتى اذهب عند أطباء نفسيين وحتى انتهي من الجلسات النفسية ولكنني في كل فترة أعود للسعودية كإجازة ثم ارجع لمصر وبعد اكتمال الجلسات عند الطبيب المصري المعالج بقيت الى ما يقارب السنتين واكتشفت بأن العلاج النفسي لن ينفعني أبدا بتقرير من الطبيب فأنا رجل تماما والحل الوحيد هو إجراء عملية لتصحيح جنسي الى ذكر. انت رجل @هل توقفت إلى هذا الحد؟ أم أجريت عمليات تقودك الى عالم الرجولة؟ - لا،فقد ذهبت لطبيب ثان لعل لديه رأي آخر وجلست تحت اشرافه للعلاج عدة أشهر وقد أفادني بمثل ما قاله الأطباء في السعودية وفي مصر بأن العلاج النفسي لن يرجعني أنثى لكوني رجلاص بكل الصفات المعنوية والنفسية وقد أعطوني تقارير طبيبة تفيد وتشرح حالتي. بعدها أجريت عملية جراحية لاستئصال الثدي وتمت بحمد الله ولكنها عملية فاشلة أصبح صدري مشوها بعدها ولكنني سعيدة كوني أصبحت بلا ثدي. زراعة العضو @ هل كررت المحاولة في استشارة أطباء آخرين في خارج السعودية؟ وماذا اقترحوا؟ - نعم، فقد اقترح علي طبيب جراحة تجميل في مصر بإجراء عملية زراعة العضو الذكري عنده ولكنني رفضت لأنني أريد الحصول أولا على موافقة من بلدي ثم اقترح في حال عدم الموافقة على إجراء العملية ان أسافر لدولة السويد واطلب منهم هناك لجوءاً إنسانياً فرفضت كل الرفض هذا الاقتراح وقلت له بالحرف الواحد لو أعيش طول عمري في هذا العذاب لن اترك بلدي الذي عشت فيه طوال سنين عمري فترابه يسوى الدنيا وما فيها ولن اجري عملية التصحيح إلا بعد اخذ الموافقة من وزارة الصحة. ثم تركته وخرجت من عيادته دون رجعة. الامر المضحك المبكي! @ ماذا قررتِ بعد هذه المحاولات اليائسة؟ - رجعت الى السعودية لأذهب عند أطباء نفسيين لأرى ربما لديهم حل لمصيبتي بعضهم مصريون وواحد سعودي وبعد عدة جلسات اقترح علي الطبيب المصري المعالج لحالتي ان يحولني على الأخصائية الاجتماعية في المركز وتم ذلك وجلست معها عدة جلسات ولكنها رفضت مبدأ أمر التصحيح الجنسي تماما وقالت لي أمامك حلان لا ثالث لهما إما ان تصبري وتحتسبي أمرك لله وإما ان تنتظري الطب عندما يتوصلون في التطور الطبي لعمليات تغيير للمخ وساعتها اعملي عملية تغير للمخ عندما سمعت كلامها لم اعرف وقتها هل اضحك لأنها نكتة مضحة أم ابكي على أن استخف بعض الأطباء بحالة صعبة مثل حالتي وبسببها تركت مواصلة الجلسات في المركز. ورفضوا إعطائي أي تقرير طبي نفسي عن حالتي بكون ان مثل تلك العمليات محرمة في السعودية وقالوا لي مالنا إلا ان نقول لك الله يعينك وأعطوني مهدئات ضد الاكتئاب لاغير. @ هل تغير موقف اهلك من هذه القضية؟ أخيرا وبعد عشرين عاما قرروا الموافقة على إجراء العملية والوقوف بجانبي ووافقوا على التغير وقد أفادني الأطباء وقالوا أنت تعلمين ان في السعودية يحرم ذلك ونحن ليس لدينا الوقت حتى نضيعهة في مراجعة الدوائر الحكومية المختصة. طرح القضية @من الذي شجعكِ لطرح قضيتك؟ - في الحقيقة ان أخي الأصغر وهو متزوج ولديه طفلان كان يساعدني كثيرا قدر ما يستطيع حتى لو بالمواساة وهو الذي دفعني وشجعني لأن أتواصل مع جريدة "الرياض" لمحاولة الوصول الى الدكتور علي الحناكي مدير عام الشؤون الاجتماعية في مكة المكرمة وكذلك أخي الأصغر مني أيضا كان واقفا جنبي لولا ظروف سفره ودراسته في أمريكا حتى أمي التي كانت رافضة طوال تلك السنين قالت يا بنتي ال فيه الخير الله يقدمه لك وأنت اسعي بأمرك وتوكلي على الله. @ماذا كان رأي والديك في المشكلة ؟ في البداية كانت أمي تعلم بحالتي تماما ولكنها رفضت إجراء العملية في عام 1995كما أشرت بذلك بعد جلسات الطبيب النفسي في المستشفى العسكري ورفضت أمي مصارحة والدي لكونه رجل أعمال ودائما منشغل في عمله وكثير السفر وخافت ان عرف ان يحدث ذلك مشاكل كبيرة في أسرتنا وهذا السبب الذي جعلني احفر حفرة في قلبي واضع همي وأمري به أو بعبارة أخرى كتمت أمري في قلبي حتى الموت وقد توفي أبي قبل ثلاث سنوات واعيش الآن مع أمي وأخي المتزوج في منزل العائلة. @ وهل كررت المحاولة بعد وفاة والدك؟ - نعم، قبل شهر قمت بإجراء فحوصات جديدة في مستشفى رعاية الرياض عند طبيبة النساء وطبيب الغدد الصماء واجريا لي فحوصات دم تبين منها ان هرمون الذكورة مرتفع جدا وهرمون الأنوثة منخفض جدا وانه لا يوجد لي مبايض وان الرحم صغير وان منطقة الإحساس متضخمة مثل العضو الذكري الضامر في شكله ولكنه لا يقوم بوظيفة العضو الذكري من حيث التبول وأن جسمي عليه شعر كثيف مثل الرجال وطبعا لا تأتيني الدورة الشهرية أبدا بعدها سمعت عن دكتور استشاري في عمليات التصحيح الجنسي في سوريا. وقمت بمراسلته فطلب مني إرسال التقارير الطبية لدي ليرى إذا كانت حالتي تتطلب جراحة تصحيح لجنسي أم لا وقد أرسلت له ما طلب وأفاد بان حالتي أيضا تستوجب عملية التصحيح الجنسي ، كلها كانت محاولات ولكنها غير نافعة وغير مجدية مادمت لم احصل على موافقة من وزارة الصحة. @هل توقفت محاولاتك بعد ذلك؟ - لا، فقد راسلت مستشفى ريد في ميامي في أمريكا عبر الايميل وقد أرسلت لهم تقاريري وكتبت لهم مشكلتي أفادوني ان هذا فعلا مرض يولد الإنسان به ومعترف به طبيا وانه لا يوجد له حل إلا الجراحة لتصحيح الجنس ورحبوا بي ودعوني عندهم لإجراء العملية لي في مركز ريد في ميامي وأرسلوا لي عبر الايميل صورا دقيقة تبين مراحل عملية زراعة القضيب واخبروني بأن تكلفة العملية عندهم 17ألف دولار. من خلال مطالعتي للانترنت سمعت عن قصة زينب التي تم لها عملية تصحيح جنسي من أنثى إلى ذكر وعن المحامية فوزية الجناحي وعن فوزها بعدة حالات مشابهة في مملكة البحرين بحثت عن رقم جوالها وحصلت عليه وشرحت لها قصتي وطلبت مني إرسال جميع ما لدي من تقارير أرسلت لها ما كان موجودا عندي وقتها ودرست حالتي تماما وقالت لي لو انك عندنا في البحرين يعني بحرينية الجنسية لكنت أخذت قضيتك ونجحت بأذن الله لكنني لا استطيع ان افعل أي شيء في بلدك. محامٍ لرفع القضية @هل استعنت بمستشارين قانونيين لحل مشكلتك؟ - نعم، قمت بإرسال قصتي بشكل مختصر وأرسلتها إلى مجموعة من محامين سعوديين لرفعها الى وزارة الصحة ومساعدتي في قضيتي وفعلا رد علي أكثر من محام بقبول قضيتي وقدر لي الله ان اختار واحدا منهم ذهبت إليه وأعطيته ما املك من تقارير طبية مع إرسال حالتي بالتفصيل وقد قبلها المحامي وطلب مني إجراء تحاليل جديدة وفحوصات جديدة وعند استلام تلك التقارير من المستشفى أحضرتها له ولدي موعد قريب معه خلال اليومين القادمين لتسليمه الأوراق المطلوبة حتى يبدأ هو في مرافعته لقضيتي إن شاء الله. @ هل كان هناك أي تضارب في آراء الأطباء الذين استشرتهم سواء شخصيا أو عبر مراسلاتك لهم؟ - لا لم يكن هناك أي تضارب في أي نقطة من مشكلتي وكان معظم الأطباء النفسيين والجراحين وطبيبات النساء في مصر والسعودية وسوريا قالوا لي حالتك لابد لها من إجراء عملية تصحيح جنسي وليس لها بديل عن ذلك وإنني بعد العملية سأصبح رجلا وستزول كل مشاكلي النفسية والجسدية بإذن الله واستطيع الزواج لكن دون إنجاب. فأنا أتعذب نفسيا وتعجز الكلمات عن التعبر عن ألمي وتعبي وعذابي النفسي الذي أعيش به طول عمري عندما ذهبت لأكثر من طبيب جراح في عمليات التصحيح الجنسي قالوا لي لابد ان تأتي بفتوى من شيخ يقر بجواز عمليتك مع التقارير التي عندك ونحن لامانع لدينا من إجراء عمليات التصحيح الجنسي ولكنها مكلفة حيث تبلغ العملية أكثر من مائة ألف ريال. @هل توقفت محاولاتك عن حل قضيتك؟ - أبدا، فقد راسلت الشيخ الدكتور عياض بن نامي السلمي برسالة عبر أيميله وفحوى رسالتي هي: أرجو منك يا شيخ إفادتي بوجهة نظرك ونظر الدين في حالتي الخاصة هل يجوز لي رجراء العملية لارتاح نفسيا وجسديا ويشهد علي الله أنني أريد جراءها لكي ارتاح من آلامي وعذابي التي دامت لأكثر من عشرين سنة ولست أريدها لكي أتجمل بها أو أغير خلق الله أو أنني أريد ان أصبح رجلا لكي اخرج من سجن الأنثى للحرية فنحن في أسرتنا نحترم الأنثى ويلاحظ من كانت أنثى في بيتنا. أخواني مثقفون ومتعلمون ومتفهمون ورائعون يريدون مساعدتي ولكنهم غير قادرين فجميع إخوتي متزوجون ما عدا أخي الأصغر مني بقليل لأنه يدرس في أمريكا وأما الباقي فكلهم متزوجون وعندهم أولاد وموظفون أنا لدي أربعة أخوة ذكور وأختي متزوجة وطبيعية مثل أي أنثى ولديها أربعة من الأبناء الذكور ولكنها مختلفة تماما عني في كل شيء منذ ان كنا صغارا. كما أفيدك يا شيخ أنني الآن جالسة في البيت لا اقدر أتوظف في أي مكان بسبب مشكلتي ولا أريد الاختلاط بالنساء ربما يكون ذلك حراماً علي ان فعلته لأنني رجل نفسيا ومعنويا ومظهريا فشكلي مثل الرجال تماما ولا استطيع ان اخفي شعر ذقني وشاربي حتى لو حلقتهما وصوتي رجل كامل وأخاف ان توظفت في مكان نسائي ان ينفضح أمري من شكلي كما كنت أعاني ذلك من قبل مما سبب لي حرجا كبيرا وانتقادات جارحة لي. @ بماذا أجابك الشيخ؟ - وكان رده لي في رسالة أرى ان تكتبي بخلاصة مشكلتك مع التقارير الطبية الى المفتي العام وستجدين عنده الحل ان شاء الله وأقول لك لا تجزعي واصبري والأمر هين ويوجد مثلك الكثير. فجزاه الله عني كل خير حاول مساعدتي ولو بالكلام والنصيحة اتمنى الزواج مثل الناس @ماذا تتمنين لو أجريت العملية؟ - أتمنى إذا قدر لي الله إجراء العملية ان أتزوج مثل باقي الناس وان تستقر حالتي النفسية والجسدية وقد أثرت نفسيتي فأصبت بمرض قرحة المعدة والأنثى عشر ومرض ضغط الدم وأمراض جلدية عجيبة وبحسب إفادة الأطباء قالوا لي انها بسبب تعبي النفسي الشديد. @ ماذا فعلت بعد تخرجك من الجامعة؟ - توظفت بعد تخرجي من الجامعة ولكن بطبيعة عمل المعلمة من تواجد المعلمات في غرفة تجمعهن ويجمعهن الحديث عن المطبخ والحمل والأولاد وعن كل ما يدخل في حديث النساء لم أطق العمل معهن وقد كانت الكثيرات منهن يسألنني عن عدم زواجي وعن سبب قص شعري القصير وعن لبسي مما جعلني اطلب من ردارة المدرسة نقلي الى أي عمل إداري في المدرسة بحيث أكون في غرفة بمفردي وقد لبت المديرة طلبي وجلست في العمل ثلاث سنوات ثم تعبت نفسيتي ببسب أمري فتركت العمل وجلست في البيت سنوات طويلة كادت الوحدة تقتلني فقررت نسيان أمري والتوظف في مكان أخر وجدت عملا اخر في مدرسة خاصة بوظيفة مشرفة إدارية في القسم الثانوي ولكنني وجدت ما كنت أعانيه من قبل الكل يسألني لماذا تجلسين طوال الوقت وحيدة لاتتكلمين ولماذا تقصين شعرك هكذا ولِم لا تضعين ماكياجاً ولماذا حتى أصبحت اكره نفسي وكرهت الحياة كلها وأدعو الله ليل نهار ان يعجل لي اجلي لأخلص من هذا العذاب ومما زاد الطين بلة بدأت تأتيني شكاوى بسبب معاملتي للطالبات معاملة خشنة وليس فيها من الأنوثة شيئا وهنا قررت الاستقالة من العمل فورا قبل افتضاح أمري وفعلا تركت العمل بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر وجلست في البيت وقررت ان أظل أعيش في منزلي وفي غرفتي سجينة لا أرى أحدا ولا أحد يراني غير أهلي حتى يتوفاني الله.ورغم سنين العذاب تلك إلا أنني ما زلت صابرة أدعو الله بالفرج في كل وقت وحتى في جوف الليل "اللهم ان كان ما بي مرضاً فاشفني وان كان جنونا فأهدني وان كان هوى نفس أو أمر شيطان فارني الحق حقا وألهمني إتباعه وارني الباطل باطلا وألهمني اجتنابه ولا تجعل للشيطان سلطانا علي وان كان أمري حقا فقل لأمري ان يكن فانك سبحانك إذا قضيت أمرا وإذا أردت شيئا ان تقول له كن فيكون" هذا كان اغلب دعائي لربي عز وجل. حبيسسة غرفتي @ كيف هي حياتك الآن؟ - الان أعيش حبيسة غرفتي اغلب وقتي ولا أخالط الناس أبدا إلا أهلي. وما افعل أي شيء رلا بعد استخارة الله عز وجل وكثيرا ما استخرته في ترك أمري وان أعيش هكذا أجد أنني أسعى في أمري أكثر في كل مرة ذهبت لأداء العمرة كثيرا مسكت بستار الكعبة مرارا ابكي وأدعو ربي ان يفرج همي وقد أديت فريضة الحج قبل أربع سنوات ولله الحمد والمنة وأتمنى من الله العظيم الحليم ان يفرج عني كربي لأذهب إلى بيته الحرام احمده واشكره على تمام نعمته علي بالفرج كما كنت في اشد همي وحزني أدعو إليه بالفرج هناك. عشت طوال حياتي كرجل اخرس احلم بكل شيء جميل وأما الأنوثة ميتة تماما في داخلي ولو ان بداخلي أنوثة ولو كانت جزءاً بالمائة استطيع ان أعيش بها لعشت ولكنني منذ ان وعيت على الدنيا وعشت بداخلي رجل كامل والكمال لله سبحانه هذه قصتي ولكن إذا سألتموني عن ماذا أريد ؟أريد ان اجري العملية الجراحية تصحيح جنسي من أنثى إلى ذكر ومساعدتي ماديا لأنني لا املك المال المتوفر لتلك العملية والتي تطلب مبلغا كبيرا لإجرائها.كما أريد ان يفهم المجتمع أن مرض اضطراب الهوية الجنسية مرض خَلقي معترف به في دائرة الموسوعة الطبية واسمه (Transexaul& Trans-sex) وليس انحرافا أو شذوذا فالشذوذ غير مرض الترانس سكس وإنني تربيت في بيت متدين ومتعلم ومثقف وأنا متعلمة ومثقفة وجامعية وأحفظ من كتاب الله الكثير والحمد لله. أنا لا أريد تغيير خلق الله ولكن تصحيح عيب خلقي موجود في جسدي والتقارير الطبية والفحوصات تصدق كلامي وأنا ارفض كلمة التغيير لان ربي خلقني في أحسن تقويم والحمد لله أريد ان ارتاح من بعد عذاب طويل دام أكثر من عشرين سنة حتى وصل عمري الى 38سنة.أريد ان أعيش كباقي البشر وأتزوج وان اعمل لأني إنسان من مشاعر وأحاسيس ولست حجرا أو خشبا. حلمي ان يأتي علي عيد وأنا افرح به كسائر الناس لا سجينا يبكي مقيدا بسلاسل الألم والعذاب. عشرون سنة عشتها بعذاب الألم وسجن النفس وضياع كل ما املك من مالي على الكشوفات الطبية والفحوصات والتحاليل والسفر الى مصر وتكاليف المعيشة هناك والجري هنا وهناك وانتظار مواعيد الأطباء ومواعيد المحامي ومكالمات هاتفية وتكاليف عملية إزالة صدري والأدوية وأجور المواصلات وغير ذلك الكثير ناهيك عن التعب النفسي والجسدي القاتل فقد خسرت خلال اقل من سنة حوالي 30كيلو غراماً وأصبت بمرض ضغط الدم وبفقر دم حاد من فقدان الشهية للطعام والمجهود الجسدي الذي ابذله جريا وراء بصيص من ضوء أمل أعيش به كأي إنسان لعلي ارتاح قبل مفارقة الروح للجسد عمري 38سنة وشعر رأسي ابيض كالعجوز ورغم ذلك أقول الحمد لله على كل حال. الشؤون الاجتماعية ومن جانبها عرضت "الرياض" وضع القضية على طاولة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة وأخذ رأي المسؤول عنها وكيفية التعامل مع مثل هذه القضايا. قال الدكتور علي بن سليمان الحناكي مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة ل"الرياض" إنه من الممكن للشؤون الاجتماعية بالمنطقة تبني مثل هذه القضايا الحيوية وإعطائها الحق في دراستها ومساعدة أصحابها ولكن بعد التنسيق مع بعض الجمعيات الصحية الخيرية للنظر في موضوعها حسب إمكانيات الجمعية. وأضاف الدكتور الحناكي أنه يجب على أصحاب تلك الحالات إحضار التقارير الطبية والخاصة بحالتهم وعرضها على اللجنة الطبية لمعرفة هوية جنسهم وذلك بعد مراجعة المسؤولين في الجمعيات الصحية وحسب ما احتياج الحالة، أيضا أعطاء الفرصة الكافية لدراسة الحالة عن قرب ومعرفة ما إذا كانت تستحق المساعدة أما لا.

عمليتان جراحيتان تحولان سمر وأسماء إلى "وليد وياسر" في النماص


عمليتان جراحيتان تحولان سمر وأسماء إلى "وليد وياسر" في النماص "أسماء" وشقيقتها "سمر" عرفهما مجتمعمها المحيط على أنهما فتاتين لأكثر من 25 عاما في محافظة النماص، جنوب المملكة، اتخذت حياتهما منحى جديدا عندما علما بأنهما شابان وأجريت لهما عمليتان جراحيتان لتغيير جنسهما.الشقيقتان اللتان عاشتا مرحلتا الطفولة والمراهقة معا في ظل معاناة كبيرة من ازدواج الشخصية تحولا بقدرة الله إلى (وليد وياسر). وبدأت قصة أسماء (24 عاما) وشقيقتها سمر التي ولدت بعد أسماء بـ10 أعوام عندما ظهرت عليهما علامات غريبة في جهازيهما التناسلي وفي معالمهما الشخصية أدت إلى إثبات جنسهما الحقيقي.وقال والدهما محمد سعيد الشهري لـ"الوطن" أمس "إن ابنيه الجديدين ولدا على أنهما فتاتين وكان يراجع آنذاك المستشفى التخصصي والمستشفى العسكري بالرياض مشككا في جنسهما، وحينما بلغت كل منهما السادسة سجلهما بمجمع الأبناء للبنات بطريق الخرج في الرياض". وأضاف: أن طول المسافة بين منزله والمستشفيات زاد معاناة الأسرة، وعندما بلغ وليد الـ23، أحيل إلى قسم المسالك البولية بالمستشفى التخصصي واتخذ قرارا بإجراء عملية جراحية استغرقت 6 ساعات لتتحول أسماء إلى وليد. وليد كما يذكر والده ظهرت عليه علامات الرجولة منذ صغره وكان منعزلا عن المجتمع لفترة دامت عقدين من الزمن وكان مجبرا على الذهاب إلى مدرسة البنات. كثرة المواعيد من عام إلى عام كانت سبب في التأخير في إجراء العملية، حسبما ذكر الأب. وليد الذي التقته "الوطن" أمس حكى تجربته قائلا: كنت فتاة أدعى أسماء أمارس حياتي على أني فتاة أدرس في مدرسة للبنات وكنت أعيش في مجتمع نسائي في البيت والمدرسة.. كنت أتوقع أن هناك تشوهاً خلقياً ألم بي فانعزلت عن النساء وبدأت ألعب وأجلس مع الأولاد لرغبة في نفسي. وعندما بلغت المرحلة المتوسطة، انغلقت على نفسي أكثر وكان لي أخت تدرس معي في نفس الفصل فكنت أفضل الجلوس معها، وبعد فترة تيقنت تماما أن اسمي وملابسي لا تليق بي ففي داخلي كنت أحس بأني ذكر ولست أنثى، فصوتي وتصرفاتي لا توحيان لي بأني أنتمي للجنس الناعم. وأكد وليد أن معاناته استمرت حتى في المرحلة الثانوية وكانت هذه المرحلة هي التي دفعته لاتخاذ قرار من شأنه تحويل حياته إلى مسارها الصحيح وهو إجراء العملية الجراحية بعد مراجعة الأطباء لتحديد جنسه الحقيقي. وذكر وليد أن الطبيب المعالج الذي أشرف على حالته كان يخالفه الرأي ويؤكد له أنه أنثى ولكنه خالفه في قراره لشعوره بأنه رجل وليس خلاف ذلك مطالبا بالعلاج وإنهاء هذه المعاناة. أما ياسر الذي اعتاد الجميع تسميته باسم "سمر" فكان يعاني نفس معاناة وليد ويدرس معه في ذات المدرسة، فإحساسه بنفسه ورجولته منعه أيضا من التكتم على ما يدور في خلده وما يشعر به من رجولة، دفع ذلك الأمر والده لمراجعة المستشفى العسكري بالرياض من وقت إلى آخر لإيجاد الحل. يقول ياسر: درست مع أخي وليد في ذات المدرسة ولصغر سني لم أحس بالفرق بين الجنسين وكان ميولي اللعب مع الأولاد في الحارة والمناسبات، ولكني كنت أعاني من صوتي الخشن داخل المدرسة فلم أجد في نفسي فتاة تتحدث لزميلاتها كما أحس وأسمع وأرى. طلبت من والدي العلاج، وأحلت إلى المستشفى العسكري وقررت إجراء عملية جراحية أعادتني إلى جنسي الحقيقي. أم وليد وياسر عانت الأمرين وتدهورت حالتها النفسية طوال أكثر من 15 عاما، وذلك لما حدث لابنيها، حسبما وصف الأب.

الاثنين، 19 أكتوبر 2009

في فلسطين بالفيديو من فاطمه الى عُدي ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضلوا وشاهدو قصة عُدي
تقبلو تحياتي
أمير