الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

عمليتان جراحيتان تحولان سمر وأسماء إلى "وليد وياسر" في النماص


عمليتان جراحيتان تحولان سمر وأسماء إلى "وليد وياسر" في النماص "أسماء" وشقيقتها "سمر" عرفهما مجتمعمها المحيط على أنهما فتاتين لأكثر من 25 عاما في محافظة النماص، جنوب المملكة، اتخذت حياتهما منحى جديدا عندما علما بأنهما شابان وأجريت لهما عمليتان جراحيتان لتغيير جنسهما.الشقيقتان اللتان عاشتا مرحلتا الطفولة والمراهقة معا في ظل معاناة كبيرة من ازدواج الشخصية تحولا بقدرة الله إلى (وليد وياسر). وبدأت قصة أسماء (24 عاما) وشقيقتها سمر التي ولدت بعد أسماء بـ10 أعوام عندما ظهرت عليهما علامات غريبة في جهازيهما التناسلي وفي معالمهما الشخصية أدت إلى إثبات جنسهما الحقيقي.وقال والدهما محمد سعيد الشهري لـ"الوطن" أمس "إن ابنيه الجديدين ولدا على أنهما فتاتين وكان يراجع آنذاك المستشفى التخصصي والمستشفى العسكري بالرياض مشككا في جنسهما، وحينما بلغت كل منهما السادسة سجلهما بمجمع الأبناء للبنات بطريق الخرج في الرياض". وأضاف: أن طول المسافة بين منزله والمستشفيات زاد معاناة الأسرة، وعندما بلغ وليد الـ23، أحيل إلى قسم المسالك البولية بالمستشفى التخصصي واتخذ قرارا بإجراء عملية جراحية استغرقت 6 ساعات لتتحول أسماء إلى وليد. وليد كما يذكر والده ظهرت عليه علامات الرجولة منذ صغره وكان منعزلا عن المجتمع لفترة دامت عقدين من الزمن وكان مجبرا على الذهاب إلى مدرسة البنات. كثرة المواعيد من عام إلى عام كانت سبب في التأخير في إجراء العملية، حسبما ذكر الأب. وليد الذي التقته "الوطن" أمس حكى تجربته قائلا: كنت فتاة أدعى أسماء أمارس حياتي على أني فتاة أدرس في مدرسة للبنات وكنت أعيش في مجتمع نسائي في البيت والمدرسة.. كنت أتوقع أن هناك تشوهاً خلقياً ألم بي فانعزلت عن النساء وبدأت ألعب وأجلس مع الأولاد لرغبة في نفسي. وعندما بلغت المرحلة المتوسطة، انغلقت على نفسي أكثر وكان لي أخت تدرس معي في نفس الفصل فكنت أفضل الجلوس معها، وبعد فترة تيقنت تماما أن اسمي وملابسي لا تليق بي ففي داخلي كنت أحس بأني ذكر ولست أنثى، فصوتي وتصرفاتي لا توحيان لي بأني أنتمي للجنس الناعم. وأكد وليد أن معاناته استمرت حتى في المرحلة الثانوية وكانت هذه المرحلة هي التي دفعته لاتخاذ قرار من شأنه تحويل حياته إلى مسارها الصحيح وهو إجراء العملية الجراحية بعد مراجعة الأطباء لتحديد جنسه الحقيقي. وذكر وليد أن الطبيب المعالج الذي أشرف على حالته كان يخالفه الرأي ويؤكد له أنه أنثى ولكنه خالفه في قراره لشعوره بأنه رجل وليس خلاف ذلك مطالبا بالعلاج وإنهاء هذه المعاناة. أما ياسر الذي اعتاد الجميع تسميته باسم "سمر" فكان يعاني نفس معاناة وليد ويدرس معه في ذات المدرسة، فإحساسه بنفسه ورجولته منعه أيضا من التكتم على ما يدور في خلده وما يشعر به من رجولة، دفع ذلك الأمر والده لمراجعة المستشفى العسكري بالرياض من وقت إلى آخر لإيجاد الحل. يقول ياسر: درست مع أخي وليد في ذات المدرسة ولصغر سني لم أحس بالفرق بين الجنسين وكان ميولي اللعب مع الأولاد في الحارة والمناسبات، ولكني كنت أعاني من صوتي الخشن داخل المدرسة فلم أجد في نفسي فتاة تتحدث لزميلاتها كما أحس وأسمع وأرى. طلبت من والدي العلاج، وأحلت إلى المستشفى العسكري وقررت إجراء عملية جراحية أعادتني إلى جنسي الحقيقي. أم وليد وياسر عانت الأمرين وتدهورت حالتها النفسية طوال أكثر من 15 عاما، وذلك لما حدث لابنيها، حسبما وصف الأب.

هناك تعليقان (2):